ومن ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لكل شيء زكاة وزكاة العلم نشره " (?) فهم المقيمون الصلاة والمؤتون الزكاة والراكعون بالحقيقة ظاهرا أو باطنا وإياهم عنى الله بذلك.
وقد روت العامة أن هذه الآية نزلت في علي - صلى الله عليه وسلم - وذلك قالوا: إنه تصدق بخاتمه على سائل مر به وهو راكع.
وقد جاء في كتاب الدعائم عن محمد بن علي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن قول الله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} (?) من عنى بالذين آمنوا؟ فقال: إيانا عنى بذلك وأنه سئل عن قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا} (?) في مواضع كثيرة من القرآن من مثل هذا مما لا يجوز أن يعنى بها جميع المؤمنين وقال: إيانا عنى بذلك. وقال في بعضها: وعلي - صلى الله عليه وسلم - أولنا وأفضلنا وأخيرنا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فكان ذلك من قوله مما يؤيد ما ذكرناه من أن الأئمة هم الذين عنى الله بقوله: {يا أيها الذين آمنوا} فيما يرتفع من حدود المؤمنين دونهم وأن اسم الإيمان يجمعهم وإياهم وكذلك المعنيون صلى الله عليهم بكثير من القول في القرآن مما قد ادعته العامة لأنفسها مثل قوله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} (?) ومثل قوله: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} (?) ومثل قوله {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} (?) ومثل قوله {وكونوا مع الصادقين} (?) ومثل قوله {هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج} (?) ومثل قوله: {الصديقون والشهداء} (?) ومثل قوله: {ولكل قوم هاد} (?) ومثل قوله: {والراسخون في العلم} (?) ومثل قوله {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} (?) ومثل هذا كثير. (?)
ويقول: فالمراد بالعلم في ذلك العلم المأثور عن أولياء الله وأنبيائه