التفصيل هو كتابه الكبير في التفسير، ولما ظهر هذا الكتاب في الأندلس، قيل لمتولي الجهة التي نزل بها من الأندلس: ليس الكتاب له. وإذا أردت علم ذلك فخذ الكتاب إليك واطلب منه تأليف غيره، ففعل ذلك وطلب غيره، فألف له التحصيل وهو كالمختصر منه وإن تغير الترتيب بعض التغير.

والكتابان مشهوران في الآفاق سائران على أيدي الرفاق (?).

قال المهدوي في التفصيل عند قوله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن} (?):

وفي الآية دليل بين على وجوب فهم معاني القرآن وفساد قول من قال: لا يجوز أن يؤخذ التفسير إلا من النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها دليل على فساد التقليد والأمر بالنظر والاستدلال وفيها دليل على إثبات القياس (?).

التحصيل لفوائد التفصيل (?)

وهو مختصر الكتاب المتقدم في جزئين ألفه باسم الأمير أبي الجيش مجاهد العامري كما يستفاد مماسبق. وقد صرح بذلك في المقدمة فقال: أمر الموفق ... باختصار كتاب التفسير الجامع لعلوم التنزيل المؤلف لخزانته العالية أدام الله فيها بدوام أيامه النعم المتوالية، بعد حصوله لديه، ووقوفه عليه، ليكون هذا الاختصار قريب المتناول لمن أراد التذكار، كما كان الجامع خزانة جامعة لمن أراد المطالعة، فبادرت إلى امتثال أمره ولم أقصر (?).

قال المهدوي في التحصيل عند قوله تعالى: {ولا تنفعها شفاعة} (?):

سميت الشفاعة شفاعة لأن طالبها يأتي بآخر معه يشفع،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015