ومن هذا الباب- الأول بمعنى الانتهاء والمرجع- قولهم: تأويل الكلام.
وهو عاقبته، وما يؤول وينتهي إليه (?).
إنّ ابن فارس يري أن «الأول» أصل في الابتداء والانتهاء.
وفي الحقيقة نري أنّ هذين الأصلين متقاربان جدا، وكأنهما أصل واحد. لأنّ كلا منهما طرف في الأمر، فالأول بدايته، والأخير نهايته، وهو موصول بين نقطتي البداية والنهاية! إنّ الأول ينتهي إلي الأخير. وإنّ الأخير متصل بالأوّل. فالابتداء والانتهاء يلتقيان علي هذا الأساس، ويدلان علي المرجع والانتهاء.
وقال الامام الراغب الأصفهاني في المفردات عن «الأول»:
الأول: الرجوع إلي الأصل.
ومنه «الموئل»: وهو الموضع الذي يرجع اليه.
والتأويل هو: ردّ الشيء إلي الغاية المرادة منه، علما كان أو فعلا.
ومن ردّ الشيء إلي غايته في العلم قوله تعالى: وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ، والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (?).
ومن ردّ الشيء إلي غايته في الفعل قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ، يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ، قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ (?).
وقوله تعالى: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ، فَرُدُّوهُ إِلَي اللَّهِ والرَّسُولِ، إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ، ذلِكَ خَيْرٌ وأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (?).