898 - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: نَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَذَّاءُ -[63]-، قَالَ نا عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ،: عَنْ حَمَّادٍ الْمَدِينِيِّ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ -[64]-: " دَعَانِي ابْنُ عَبَّاسٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: اكْتُبْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِلَى فُلَانٍ حَبْرِ تَيْمَاءَ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقُلْتُ: تَبْدَؤُهُ فَتَقُولُ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ -[65]- السَّلَامُ، اكْتُبْ سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَحَدِّثْنِي عَنْ مُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ وَعَنْ {جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} قَالَ: فَذَهَبْتُ بِالْكِتَابِ إِلَى الْيَهُودِيِّ فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ، قَالَ: مَرْحَبًا بِكِتَابِ خَلِيلِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَيْتِهِ، فَفَتَحَ أَسْفَارًا لَهُ كَثِيرَةً، فَجَعَلَ يَطْرَحُ تِلْكَ الْأَسْفَارِ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، قُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: هَذِهِ أَسْفَارٌ كَتَبَتْهَا الْيَهُودُ حَتَّى أَخْرَجَ سِفْرَ مُوسَى، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: الْمُسْتَوْدَعُ: الصُّلْبُ، وَالْمُسْتَقَرُّ: الرَّحِمُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} [الحج: 5] ، {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينَ} [البقرة: 36] قَالَ: هُوَ مُسْتَقَرُّهُ فِي الْأَرْضِ وَمُسْتَقَرُّهُ فِي الرَّحِمِ، وَمُسْتَقَرُّهُ تَحْتَ الْأَرْضِ حَتَّى يَصِيرَ إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ، ثُمَّ نَظَرَ، فَقَالَ: {جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} قَالَ: سَبْعُ سَمَوَاتٍ، وَسَبْعُ أَرَضِينَ يُلَفَّقْنَ كَمَا تُلَفَّقُ الثِّيَابُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: هَذَا عَرْضُهَا، وَلَا يَصِفُ أَحَدٌ طُولَهَا "