السَّلَامُ، اكْتُبْ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَحَدِّثْنِي عَنْ {مُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} ، وعن: {جنة عرضها السماوات وَالْأَرْضُ} (?) ، قَالَ فَذَهَبْتُ بِالْكِتَابِ إِلَى الْيَهُودِيِّ، فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ (قَالَ) (?) : مَرْحَبًا بِكِتَابِ خَلِيلِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَيْتِهِ، فَفَتَحَ أَسْفَارًا لَهُ كَثِيرَةً، فَجَعَلَ يَطْرَحُ تِلْكَ الْأَسْفَارِ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، قُلْتُ: مَا شَأْنُكَ، قَالَ: هَذِهِ أَسْفَارٌ كَتَبَتْهَا الْيَهُودُ، حَتَّى أَخْرَجَ سِفْرَ مُوسَى، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: الْمُسْتَوْدَعُ: الصُّلْب، وَالْمُسْتَقَرُّ: الرَّحِمُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} (?) ، {وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (?) قَالَ: هُوَ مُسْتَقَرُّهُ فِي الْأَرْضِ، وَمُسْتَقَرُّهُ فِي الرَّحِمِ، وَمُسْتَقَرُّهُ تَحْتَ الْأَرْضِ حَتَّى يَصِيرَ إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ، ثُمَّ نَظَرَ فقال: {جنة عرضها السماوات والأرض} ، قال: سبع سماوات، وَسَبْعُ أَرَضِينَ يُلَفَّقْنَ (?) كَمَا تُلَفَّقُ الثِّيَابُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: هَذَا عَرْضُهَا، وَلَا يَصِفُ أَحَدٌ طولها.