وقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك بلفظ {هَلُوعًا}، والهلوع في اللغة هو: الحريص الضجور البخيل الممسك الفخور، ثم جاء تفسير المقصود بلفظة الهلوع الواردة في الآية، فيما بعده من الآيات بقوله: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}، أي شديد الجزع، فلا يصبر على الفقر والشدة، وإذا أصابه الغنى والمال يمنع حق الله تعالى، إلا المصلين، فإنهم ليسوا هكذا (?).
مثال إيضاح معنى كلام سابق:
قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} (?).
المبيَّن: {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
البيان المتَّصل: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}.
المعنى الإجمالي للبيان المتصل:
في الآية تعليم من الله أن نسأله أن يرشدنا ويوفقنا لسلوك الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، وقد فسَّر الصراط المستقيم بقوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}، والمنعَم عليهم، هم المذكورون في قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} (?)، وهم أهل الهداية والاستقامة والطاعة لله ورسله، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، أي غير صراط المغضوب عليهم، وهم الذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحق وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى