وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2)} (?)، فهاهنا سؤال يحتاج جوابا، وجاء الجواب في الآية التالية: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}، فجاءت: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} مبيِّنة ومفسِّرة لما قبلها (?).
وقد يكون في بعض أحواله للسبب الثاني، نحو قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} (?).
فالآيتين {(2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} جاءت تفسيرًا لما قبلها: {اللَّهُ الصَّمَدُ} (?).
قال الطبري: " {الصَّمَدُ}: الذي لم يلد ولم يولد؛ لأنه ليس شيء يلد إلا سيورث، ولا شيء يولد إلا سيموت، فأخبرهم تعالى ذكره أنه لا يورث ولا يموت" (?).
قال السيوطي: " وثمرة المناسبة: الاطلاع على الرتبة التي يستحقها الجزء بسبب ما له بما وراءه، وما أمامه من الارتباط والتعلّق الذي هو كلُحمة النسب، ... وهو سرّ البلاغة؛ لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه من الحال ... ولذا كان هذا العلم في غاية النفاسة، وكانت نسبته من علم التفسير، نسبة علم البيان من النحو " (?).
وقال العز بن عبد السلام (?): " المناسبة علمٌ حسنٌ، لكن يشترط في حسن ارتباط