وفي ذلك إشارة إِلى شدة عذاب المنافقين. وإنما كانوا أشد عذابا من الكفار الظاهرين، لأَنهم ضموا إِلى الكفر المشترك بين الطائفتين - استهزاءً بالإِسلام، وخداعًا لأَهله ..

(وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا):

أَي: لن تجد لهم من ينصرهم بإِخراجهم من هذا العذاب، أَو بأَن يخفف عنهم منه شيئًا.

146 - (إِلَّا الّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا ... ) الآية

أي: إلا الذين تابوا عن النفاق في الدنيا قبل أَن يموتوا، وأَصلحوا مَا فَسَدَ من نياتهم وضمائرهم.

(وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ):

أي: تمسكوا بكتابه، ووثقوا بربهم، وجعلوه ملجأً ومعاذا لهم.

(وَأخْلَصُوا ودِينَهُمْ لِلهِ):

أَي: جعلوا طاعتهم خالصة لوجه الله لا رياءَ فيها ولا نفاقا، بل رغبة في رضاه.

(فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ):

أي: فأولئك الموصوفُون بما ذكر - مع المؤْمنين المخلصين؛ الذين لم ينافقوا منذ إيمانهم.

والمراد: أنهم معدودون منهم في الدنيا والآخرة.

(وَسَوْفَ يُؤْتِ الله المؤْمِنِينَ أجْرًا عَظِيمًا):

أَي: يؤْتيهم في الآخرة أجرا عظيما، فيساهمونهم فيه، ويشاركونهم إياه.

وفي هذه الآية الكريمة، ما يدل على ضَعَةِ المنافقين، ورفعة شأْن التائبين المصلحين، المعتصمين بالله، المخلصين دينهم له سبحانه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015