(الْوَسْوَاسِ): قال الزمخشري: اسم مصدر بمعنى الوسوسة، والمصدر بالكسر، والوسوسة صوت الحُلِيّ، والهمس الخفي، ثم استعمل في الخطرة المؤذية، وأُريد به هنا الشيطان؛ سمي بفعله مبالغة كأَنه نفس الوسوسة.
(الْخَنَّاسِ): صيغة مبالغة، أَو نسبة، أي: الذي عادته أن يخنس ويتوارى ويتأَخر إذا ذكر الله، من الخنوس: وهو الرجوع والاختفاء.
التفسير
1 - (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ):
أمر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستعين برب الناس ومالك أُمورهم ومربيهم بإفاضة ما يصلحهم، ودفعه ما يضرهم.
2 - (مَلِكِ النَّاسِ):
عطف بيان جيءَ به لبيان أن تربيته تعالى إيَّاهم ليست بطريقة تربية سائر المُلَّاك لما تحت أيديهم من مماليكهم، بل بطريق الملك الكامل، والتصرف الكلي والسلطان القاهر، وكذا قوله تعالى:
3 - (إِلَهِ النَّاسِ):
فإنه لبيان أن ملكه - تعالى- ليس بمجرد الاستيلاءِ عليهم، والقيام بتدبير أُمورهم، والتولي لترتيب مبادئ حفظهم وحمايتهم كما هو قصارى أمر الملوك، بل هو بطريق المعبودية المؤسسة على الألوهية المقتضية للقدرة التامة على التصرف الكامل فيهم: إحياءَ وإماتة، وإيجادًا وإعدامًا، وذكر القاضي أن في النظم الجليل إشعارًا بمراتب الناظر المتوجه لمعرفة خالقه: فإنه يَعْلَم أَولًا بما يَرَى عليه من النعم الظاهرة والباطنة أن له ربًّا.
ثم يتغلغل في النظر حتى يتحقق أنه سبحانه غنى عن الكل، وذَاتُ كل شيءٍ له، ومصارف أَمره منه، فهو الملك الحق. ثم يستدل بهذا النظر على أَنه المستحق للعبادة لا غيره.