(بسم الله الرحمن الرحيم)
(لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4))
المفردات:
(لإِيلافِ) إيلاف: مصدر أَلِفْتُ الشيءَ إلْفًا وَإلافًا، وآلَفْتُهُ إيلافًا: إذا لزمته وعكفت عليه من الأُنس به، وقال الراغب: الإيلاف: اجتماعٌ من التئامٍ، وقال الهروي: عهود بينهم وبين الملوك.
(قُرَيْشٍ): ولد النضر بن كنانة، وهو أَصح الأَقوال، وهو في الأَصل تصغير (قُرْشٍ) بفتح القاف اسم لدابة في البحر أَقوى من كل دابة، وقال الفراءُ: هو من التَّقَرُّش، بمعنى التكسب؛ سموا بذلك لاشتغالهم بالتجارة، وقيل: من التقرش بمعنى التجمع.
(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ): فليوحدوه بالعبادة ولا يشركوا معه غيره.
التفسير
1 - (لإِيلافِ قُرَيْشٍ):
متصل بقوله: (فَلْيَعْبُدُوا) واللام للتعليل. أَمرهم أَن يعبدوه لإيلافهم الرحلتين، والمعنى: أَن نعم الله لا تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه النعمة الجليلة، وهذا رأَى الخليل، وقال الكسائي والفرَّاءُ: المعنى: اعجبوا لإِيلاف قريش (بدليل السياق) كأَنه قيل: اعجبوا لإِيلاف قريش رحلة الشتاءِ والصيف وتركهم عبادة الله الذي أَعزهم