(وَاتَّقَى) أَي: كان في وقاية من غضب الله وعقابه، فلم يفعل ما نهى الله عنه واتقى المحارم، أَو اتقى وبَعُد عن البخل، أَو اتقى الرياءَ وأَخلص لله عمله.
6 - (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى):
أَي: وأَيقن بكلمة التوحيد وهي (لا إِله إِلا الله) أَو بملة الإِسلام، أَو مصدقًا بأَن الله -تعالت عظمته- سيعطيه الخلف والعوض الذي وعده الله به في قوله تعالى: "وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ" (?) وكلمة (الحسنى) تسع كل خصلة حسنة؛ إِذ كلها ترجع إِلى ثواب الله الذي هو الجنة.
7 - (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى):
للعاقبة اليسرى والمآل الحسن، أَي: فسنسهل عليه كل ما كلف به من الطاعات فيفعلها ونيسر له سبيل البعد عن المنهيات فيتركها، أَو نيسر له العود إِلى الطاعة التي فعلها. قالوا: أَمارة قبول الطاعة أَنها تثمر وتفضي إِلى طاعة، وكل هذا له المصير الكريم لدي الله -سبحانه-.
8 - (وأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى):
أَي: وأَما الذي ضن وشح وبخل بعطاءِ الله له؛ فلم يبذل منه شيئًا لمحتاج إِليه، ولم يفرج كربة مكروب، ولم يغث ملهوفًا، ولم يعن مظلومًا، ومنع الموجود، وأَساءَ الظن بالمعبود.
وبالجملة، فإِنه انغلق على نفسه ومنعها الخير، وظن أَن ما عنده إِنما ناله بعلمه وذكائه وفطنته.
9 - (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى):
أَي: وكفر فلم يعتقد بكلمة التوحيد، أَو كذب بالجنة، أَو بما وعده الله من الجزاءِ والخلف والعرض، فعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ