المفردات:

(تَوَاصَوْا): أَوصى بعضهم بعضًا.

(أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ): أَهل اليمين، وهي الجهة التي فيها السعداء، أَو أَصحاب الْيُمْنِ؛ لأَنهم ميامين ومباركون على أَنفسهم وعلى غيرهم.

(أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ): هم أَهل جهة الشمال التي فيها الأَشقياءُ، أَو أَصحاب الشؤم الشر على أنفسهم وعلى غيرهم.

(مُؤْصَدَةٌ) مغلقة ومطبقة.

التفسير

17 - (ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ):

كلمة (ثُمَّ) هنا تفيد التراخي والتباعد في الرتبة والفضيلة، أَي: إِن مرتبة الإِيمان ومنزلته فوق جميع ما سبقه من فك الرقبة وما عطف عليه؛ لأَن الإِيمان وحده يكون سببًا للنجاة بدون أَعمال، وذلك فيمن آمن إِيمانًا كاملا تامًّا ومات في يومه قبل أَن يتمكن من عمل شيءٍ من التكاليفَ؛ فإِن ذلك ينفعه ويخلصه من النار، بخلاف الأَعمال فإِنه لا يتعد بها بدون الإِيمان.

والمعنى: ثم لا يكون مقتحَمًا للعقبة إلا إِذا كان من الذين اتصفوا بالإِيمان وتحلوا به وماتوا على ذلك؛ إِذ كل عمل لا يكون معه إِيمان بالله لا يعتد به ولا ينظر إِليه، قال تعالى في حق غير المؤْمنين: "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءًا مَنْثُورًا" (?) وقال: "وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ" (?) وقيل: إِذا فعل الطاعات لوجه الله وهو غير مؤمن ثم آمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومات على الإِيمان فإِنها تنفعه، فقد ورد أَن حكيم بن حزام قال -بعد ما أَسلم-: يا رسول الله: إِنَّا كنا نتحنث (ننعبد) بأَعمال في الجاهلية، فهل لنا فيها من شيءٍ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنَ الْخَيْرِ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015