منها يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: كتابُ اللهِ؛ فيه نبأُ مَن قبلكمُ، وخَبرُ ما بعدكمُ، وحُكْمُ ما بينكم، هو الفصلُ ليسَ بالهزلِ .. " إِلخ الحديث.
15 - (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا):
ثم أَخبر -سبحانه- عن الكافرين المكذبين بالقرآن الذين يصدون عن سبيل الله وعن الحق فقال: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ) أَي: يمكرون بالناس في دعوتهم إِلى مخالفة القرآن والإِعراض عنه، ويُعْمِلُونَ المكايد في إِبطال أَمره وإِطفاءِ نوره ويبذلون جهدًا كبيرًا في هذا الكيد، وهم وإِن بلغوا الغاية في كيدهم فقدرتهم ضعيفة، وقوتهم محدودة.
16 - (وَأَكِيدُ كَيْدًا):
أَي: أَقابل كيدهم بتدبير قوى لا يمكن رده ولا يستطاع دفعه وذلك بمثل إِملائهم -واستدراجهم من حيث لا يعلمون، وانتظار الميقات الذي وقَّته للبطش بهم والانتقام منهم، وإِعلاءِ شأن القرآن وانتشار الدين ورفعة قدر الرسول صلى الله عليه وسلم.
17 - (فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) (?):
(فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ) أَي: فَتَأَنَّ وانتظر الانتقام منهم، ولا تستعجل به ولا تدع عليهم بالهلاك، ولا تيأَس من عقابهم، والفاء في قوله تعالى: (فَمَهِّلِ) لترتيب ما بعدها على ما قبلها، أَي: أَن الله هو الذي سيتولى كيدهم ولن يهملهم، فلا تشغل نفسك بالتصدي والتعرض لمكايدهم، وذِكْرُ (الْكَافِرِينَ) وعدم الاكتفاءِ بضميرهم لذمهم ونعتهم بأَبي الخبائث وأَساس جميع الشرور وهو الكفر.