وهي مكية، وآياتها ثنتان وعشرون آية، نزلت بعد الشمس
اشتمالها - كالسورة التي قبلها (سورة الانشقاق) على وعد المؤْمنين، ووعيد الكافرين. والتنويه بشأن القرآن ورفعة شأْنه.
كما اشتملت أَيضًا -كالسورة التي قبلها- على بيان أَن العاقبة والغلبة والظفر للمؤمنين الصابرين مهما لاقوا من عذاب وأَهوال، وأَن الهزيمة والخيبة في الدنيا والعذاب في الآخرة للكافرين المكذبين مهما اشتد بطشهم وعظم سلطانهم.
هذه السورة عظة وتحذير لكفار قريش وغيرهم، وتثبيت لمن يعذبون من المؤمنين.
1 - أَقسم الله -سبحانه- في أَول السورة ببعض مظاهر قدرته على أَن الكافرين الذين يؤذون المؤمنين ليردوهم عن دينهم مطرودون كما طرد من سلك مسلكهم ممن سبقهم: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) إِلى قوله تعالى: (وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ).
2 - بينت السورة أَن الصامدين من المؤمنين الذين عُذبوا ما كان ذنبهم إِلا إِيمانهم بالله، وذكرت الوعيد للكافرين، والوعد للمؤمنين الصابرين: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) إِلى قوله تعالى: (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ).
3 - ذكرت السورة بعض صفاته - تعالى - كقُوَّته وبطشه بالجبابرة، وبالجموع الطاغية من قوم فرعون وثمود وغيرهم من المكذبين، وأَن قوم الرسول يكذبونه والله من ورائهم محيط: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) إِلى قوله: (وَاللَّهُ مِنْ وَرَاءِهِمْ مُحِيطٌ).
4 - وخُتِمت السورة ببيان عظمة القرآن وأَنه في لوح محفوظ لا تصل إِليه يدٌ بتحريف، ولا قوة بتغير: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ).