20 - (كِتَابٌ مَرْقُومٌ):
أَي: إِن علَّيِّين كتاب قد رقم وسطر فيه ما أُعد لهم من الثواب ومما يوجب سرورهم وبهجتهم.
21 - (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ):
أَي: يحضره ويشهده الملائكة المقربون ويحفظونه، أَو يشهدونه عند صعوده كرامة للأَبرار المتقين، أَو يشهدون بما فيه يوم القيامة تزكية للأبرار وتكريما لهم. أَخرج ابن المبارك عن صخر بن حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِن الملائكةَ يرفعون أَعمالَ العبدِ من عباد الله - تعالى - يستكثرونَهُ حتى يبلغُوا به إِلى حيثُ شاءَ اللهُ - تعالى - من سلطانه، فيوحِي الله - تعالى- إِليهم: إنكم حفظةٌ على عمل عبدِي وأَنَا رقيبٌ على ما في نفسه، إِن عبدِي هذا لم يُخِلصْ لي عملَه فاجعلوه في سجِّين، ويَصعدونَ بعمل العبدِ يستقلونَهُ ويستحقرونَهُ حتى يبلغوا بِه إِلى حيْث شاءَ الله - تعالى - من سلطانهِ فيوحِي اللهُ - تعالى - إِليهم: إِنكم حفظةٌ على عملِ عبدي وأنا رقيبٌ على ما في نفسه، إِن عبدِي هذا أَخلص لي عمله فاجعلوه في عِلِّيين".
وقال الإِمام الفخر الرازي: إِن العلو والفسخة والضياءَ والطهارة من علامات السعادة، والسفل والضيق والظلمة من علامات الشقاوة، فلما كان المقصود من وضع كتاب الفجار في أَسفل السافلين وفي أَضيق المواضع إِذلالَ الفجار وتحقيرَ شأْنهم، كان المقصود من وضع كتاب الأَبرار في عليين، وشهادة الملائكة بذلك إِجلالَهم وتعظيمَ شأْنهم.
(إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28))