المفردات:
(رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ): غطَّى وغَشَّى قلوبهم ما اقترفوه من الذنوب فلم يهتدوا إِلى الحق.
(إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ): إِنَّهُمْ لممنوعون عن رؤْية الله في الآخرة.
(لَصَالُوا الْجَحِيمِ): لدخلوا النار، أَو لمقاسون حرها وسعيرها.
التفسير
14 - (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ):
أَي: ليس الأَمر كما زعموا وادعوا أَن القرآن أَساطير وأَكاذيب الأَولين، بل هو كلام الله ووحيه وتنزيله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وإنما حجب قلوبهم عن الإِيمان به ما عليها من الرين الذي قد لبس قلوبهم وغطاها من كثرة الذنوب والخطايا، فعن أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ العبدَ إِذا أذنب ذنبًا كانتْ نكتة سَوداءَ في قلبه، فإِن تابَ صقل قَلبه، فإِنْ زادَ زادت" فذلك قول الله -تعالى-: (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) وقال الحسن البصري: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت.
15 - (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ):
أَي: حقًّا إِنَّهُمْ مع ما يلقونه من الضيق الشديد في سجن مقيم وعذاب أَليم هم أَيضًا محجوبون وممنوعون من رؤْية ربهم وخالقهم في الآخرة، قال الزجاج: في هذه الآية دليل على أَن الله - عزَّ وجل- يُرى في القيامة، ولولا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة، ولا خسَّت (?) منزلة الكفار بأَنهم يحجبون، وقال -جل ثناؤُه-: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (?) فأَعلم الله - جل ثناؤُه- أَن المؤمنين ينظرون إِليه، وأَعلم أَن الكفار محجوبون عنه.
وقال مالك بن أَنس: لما حجب أَعداءَه فلم يروه تجلى لأَوليائه حتى رأَوه. وقال الشافعي