(وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا): الملائكة تسرع بما أَمرت به، ومنه قيل للجواد المسرع: سابح.
(الرَّاجِفَةُ): النفخة الثانية التي تردف وتتبع الأُولى، وبها يبعث الموتى بأَمره تعالى، يقال: ردفه كسمع ونصر: إِذا أَتبعه كأَردفه.
(وَاجِفَةٌ): شديدة الاضطراب من الخوف والفزع يقال: وجف القلب يجف وجْفًا ووجيفاُ: إِذا اضطرب من شدة الفزع.
(أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ): يقال: رجع فلان في حافرته وعلى حافرته، أَي: طريقه التي جاءَ فيها.
(نَخِرَةً): بالية متفتتة، من نخر العظم ينخر من باب تعب: إِذا بلي وتفتت.
(خَاسِرَةٌ): أَي: رجعة غير رابحة من الكر وهو الرجوع.
(بِالسَّاهِرَةِ): وهي وجه الأَرض، والعرب تسميه ساهرة؛ لأَن فيه نوم الحيوان وسهره.
التفسير:
1 - (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا):
هذه أَولُ الطوائف الخمس من الملائكة الموكلين بأَعمال جسام بأَمره تعالى، وهم الذين أَقسم سبحانه على أَن الخلق لا بد أَن يبعثوا ويحاسبوا، وجواب القسم أَشار إِليه مضمرا، كأَنه قال: لتبعثن ولتحاسبن، وذلك لمعرفة السامعين بالمعنى، وقيل غير ذلك.
والطائفة الأُولى وهي ملائكة العذاب التي تنزع أَرواح الكفار بقسوة وشدة من أَقاصي أَجسامهم نزعًا بالغا غاية الصعوبة والعسر كما يشير إِلى ذلك قوله: (غَرْقًا) أَي: إِغراقًا ومبالغة فيما يؤلمهم ويؤذيهم، وتختص هذه الطائفة بأُولئك الكفار على ما أَخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وعن على -كرم الله وجهه- قال ابن مسعود: تنزع الملائكة روح الكافر من جسده من تحت كل شعرة، ومن تحت الأَظافر وأُصول القدمين، ثم تفرقها في جسده ثم تنزعها حتى إِذا كادت تخرج تردها في جسده وهكذا مرارًا.