مكية، وعدد آياتها أَربعون آية وتسمى أَيضا "عم" وعم يتساءلون
أَنها ركزت على إِثبات القدرة على البعث، وكان محور السُّورِ السابقة عليها هو تكذيب الكفرة به وذلك بالرد عليهم وإِثبات جهالتهم، كما أَنها تشترك مع ما قبلها في الاشتمال على وصف الجنة والنار ووصف يوم الفصل الذي ذكر هنا مفصلا وفيما قبلها مجملا.
ابتدأَت بالحديث عن يوم القيامة، والبعث والجزاءٍ، ذلك الموضوع الذي شغل الكثيرين من كفار مكة حتى صاروا ما بين مصدق به وشاكٍّ ومكذب (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيمِ .. ) الآيات.
أَقامت الأَدلة على إِمكان البعث بما عرضت من مظاهر القدرة التي تشير إِلى أَن من قدر على هذا الإِبداع، لا يعجزه إِعادة خلق الإِنسان (أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ مِهَادًا ... ) الآيات.
أَبرزت تأَكيد البعث بذكر بعض علاماته التي تنبئ بوقوعه لا محالة (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ... ) الآيات.
تحدثت عن جهنم التي أَعدها الله للطاغين، وما فيها من أَلوان العذاب وصنوف العقاب: (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا .. ) الآيات.
تحدثت عن المتقين بيان ما يتمتعون به من أَنواع النعيم الدائم (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ... ) الآيات.
أَشارت إِلى قيام الروح والملائكة بين يدي رب العالمين، وبينت حالهم في هذا الموقف العظيم: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ... ) الآية.
وختمت السورة بالإِنذار والتخويف من هذا اليوم الرهيب الذي حمل رُعْبُهُ كلَّ كافر على أَن يقول: يا ليتني كنت ترابًا (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ... ) الآية.