الفراءُ: لا ترى أَسود من الإِبل إِلاَّ وهو مشوب بصفرة، والشرر إِذا تطاير فسقط وفيه بقية من لون النار كان أَشبه بالجمل الأَسود الذي يشوبه شيءٌ من الصفرة. وقال الإِمام الفخر الرازي: وزعم بعض العلماءِ أَن المراد هو الصفرة لا السواد؛ لأَن الشرر إِنما يسمى شررًا ما دام يكون نارًا، ومتى كان نارًا كان أَصفر، وإِنما يصير أَسود إِذا انطفأ، وهناك لا يسمى شررًا، وهذا القول عندي هو الصواب أهـ.
34 - (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ):
أَي: خزي وهوان وعذاب لهؤلاءِ الذين ينكرون ويجحدون هذا الوعيد أَو يسخرون منه.
المفردات:
(لا يَنطِقُونَ): لا يتكلمون ولا ينطقون بشيءٍ ينفعهم.
(فَيَعْتَذِرُونَ): فليس لهم عذر يعتذرون به ويحتجون.
التفسير:
35 - (هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ):
الإِشارة في قوله: (هَذَا يَوْمُ) إِلى وقت دخولهم النار، أَو مشاهدتهم لها، أَي: هذا يوم لا يتكلمون فيه بشيءٍ وذلك لعظم دهشتهم وفرط حيرتهم واضطرابهم، ولا ينافي أَن لهم نطقًا وكلامًا في موطن وموضع آخر؛ لأَن يوم القيامة طويل، له مواقيت، ففي بعضها ينطلقون وفي بعضها لا ينطقون، أَو أَنهم لا ينطقون بشيءٍ ينفعهم؛ فجعل نطقهم كلا نطق قال الحسن: لا ينطقون بحجة وإِن كانوا ينطقون.