"يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (?)، وقال القرطبي: قيل المراد من البصيرة الكاتبان اللَّذان يكتبان الأَعمال.
15 - (وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ):
أَي: هو على نفسه حجة وهو شاهد عليها ولو طرح معاذير وبسطها لا يمكنه أَن يتخلص منها، أَو ينبأ بأَعماله ويجازي لا محالة ولو أَتى بكل عذر، فهو تأكيد لما يفهم من مجموع قوله تعالى: (يُنَبَّأُ الإِنسَانُ) إلخ -والمعاذير جمع معذره بمعنى العذر على خلاف القياس، والقياس معاذر، وأَطلق عليه الزمخشري اسم الجمع فالمراد بالمعاذير الإِدلاء بالحجة والاعتذار من الذنب.
وقال السُّدِّي والضحاك: المعاذير الستور بلغة أَهل اليمن واحدها معذار، وحكى ذلك عن الزجاج قال الشاعر:
ولكنها ضنت بمنزل ساعة ... علينا وأَطت (?) فوقها بالمعاذر
فيكون قوله تعالى: (وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) أَي: ولو أَرخي ستوره، والمعنى أَن احتجابه في الدنيا واستتاره لا يغني عنه شيئًا، لأَن عليه من نفسه بصيرة.
قال الزمخشري: سمي الستر بلغة أَهل اليمن معذارًا لأَنه يمنع صورة المحتجب به كما تمنع المعذرة عقوبة الذنب.