8 - (وَخَسَفَ الْقَمَرُ):
أَي: وذهب ضوء القمر، والخسوف في الدنيا إِلى انجلاءٍ بخلاف الآخرة فإِنه لا يعود ضوؤه، ويحتمل أَن يكون المعنى ذهب واختفى ومنه قوله تعالى: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ) (1).
9 - (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ):
قال القرطبي: أَي يجمع بينهما في ذهاب ضوئهما، وعن ابن عباس يجمع بينهما في طلوعهما من المغرب أَسودين مُكَوَّرين، وقيل: تجمع الشمس والقمر فلا يكون ثَمَّ تعاقب ليل ولا نهار.
قال الآلوسي: وأَحوال يوم القيامة على خلاف النمط الطبيعي، وحوادثه أُمور وراءَ الطبيعة.
10 - (يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ):
أَي: إِذا عاين ابن آدم هذه الأَهوال يوم القيامة حينئذ يريد أن يفر. ويقول: أَين المفر؟ أَي هل من ملجأَ أَو موئل، قال الماوردي: ويحتمل هذا وجهين، أَحدهما: أَين المفر من الله حياءً منه، الثاني: أَين المفر من النار حذرًا منها، ويحتمل أَن يكون هذا القول من الإِنسان على وجهين، أحدهما: أَن يكون من الكافر خاصة في عرصة القيامة دون المؤمن ليتَنَعَّم المؤمن ببشري ربه، الثاني: أَن يكون من قول المؤمن والكافر عند قيام الساعة لهول ما شاهدوا منها.
11 - (كَلاَّ لا وَزَرَ):
(كَلاَّ) ردع عن طلب المفر وتمنِّيه. (لا وَزَرَ): أَي لا ملجأَ يُتَحصن به وليس لكم مكان تعتصمون فيه -وأَصل الْوَزَر محركة- الجبل المنيع، وقد كان مفرًّا في الغالب لفرار العرب، واشتقاقه من الوِزْر وهو الثِّقْل (2)، وصار حقيقة لكل ملجأ من جبل أَو حصن أَو سلاح أَو رجل أَو غير ذلك.
-
(1) سورة القصص من الآية 81.
(2) في القاموس المحيط الوزر: الثقل والسلاح والحمل الثقيل.