المفردات:
(سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا): متطابقة بعضها فوق بعض كالقباب من غير مماسَّة.
(وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا): أَي: مصباحًا يستضيء به أَهل الدنيا كما يستضيءُ النَّاس بالسراج في بيوتهم.
(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ بِسَاطًا): أَي كالبساط في رأَي العين؛ لأَن الكرة العظيمة يري كلُّ من عليها ما يليه مسطحًا.
(سُبُلًا فِجَاجًا): أَي: طرقًا واسعات. والفجاج: جمع فج، وهو الطريق الواسعة، وقيل: هو اسم للمسلك بين جبلين.
التفسير:
16،15 - {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)}:
بيان الآيات كونية للاستدلال بها على ما يوجب توقير الله وتعظيمه - جل شأَنه - والمعنى: أَلم تشاهدوا أَيها القوم عظمة الله، وكمال قدرته فيما أَبدع من آيات كونية، وتنظروا إِليها نظر تفكر واعتبار، كيف خلق الله العظيم سبع سموات متطابقة من غير مماسَّة، بعضها فوق بعض، وهي في غاية الإِحكام والإِتقان وإِبداع الصنع، كما قال - سبحانه - في سورة الملك (مَا تَرىَ فيِ خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُت) الآية (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا) ليزيل ظلمة اللَّيل تمكينًا للنَّاس من أَداءِ مهامهم وفق ما تدعوا إِليه شئون حياتهم. "قال الفخر: القمر في السماءِ الدنيا وليس في السموات بأَسرها" وإِنما قال: فيهن لأَنها محاطة بالسموات كلها، فما فيها يكون كأنه في جميعها (?)، وقدَّر - سبحانه القمر - منازل وبروجًا وفاوت نوره، فتارة يزداد حتى يتناهى ثم يتناقص حتى يستتر؛ ليدل على مضي الشهور والأَعوام كما قال تعالى: (وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) (?).