(وَجَمَعَ فَأَوْعَى): جمع المال فجعله في وعاء وكنزه ولم يؤَد حقه. (?)

التفسير

16،15 - {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16)}:

(كَلَّا): ردع وزجر للمجرم عن أَن يود ذلك، وتنبيه له على أَنه لا ينفعه الافتداء ولا ينجيه من العذاب (إِنَّهَا لَظَى) أَي: إِن النَّار شديدة السعير عظيمة التلظي لا تأخذها رحمة ولا شفقة ولا هوادة في أَخذ المجرمين وتعذيبهم؛ فتنزع وتقتلع أَطرافهم أَو جلدة رءُوسهم تنزعها نزعًا فَتُبَتِّكها وتقطعها ثم تعاد؛ قال تعالى: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ) (?).

18،17 - {تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}:

أَي: تدعو جهنم وتطلب من أَدبر في الدنيا عن طاعة الله وتولى عن الإيمان، تدعوهم بلسان حالها حيث هيأَت لكل واحد من الكافرين جانبًا وناحية منها يرجع إِليها حتى كأَن تلك المواضع تدعوهم وتحضرهم، أَو أَن الله - سبحانه - يخلق لها لسانًا تدعوهم به؛ فتقول قولا صريحًا: إِليّ يا كافر، إِليّ يا منافق، ثم تلتقطهم التقاط الحب، روي ذلك عن ابن عباس، أَو أَن زبانية النَّار وحراسها تدعوهم أَو أَن معنى (تَدْعُو) تهلك، وذلك من قول العرب: دعاه الله، أَي: أَهلكه، ومنه: دعاك الله من رجل بأَفعى.

(وَجَمَعَ فَأَوْعَى) أَي: جمع المال واختزنه وكنزه وأَحكم وكاءَه وأَوثق وعاءَه، ومنع حق الله فيه؛ فلم يؤد الزكاة والحقوق الواجبة فيه، وتشاغل به عن دينه، وزها باقتنائه، وتكبر وتجبّر فكان جموعًا منوعًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015