(كَالْمُهْلِ): كالعدن المذاب، أَو كعكر الزيت.

(الْعِهْنِ الْمَنفُوشِ): كالصوف المتناثر، أَو المصبوغ الذي طيرته الريح.

التفسير

5 - {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)}:

أَي: احبس نفسك يا محمد على تحمل أَذَى قومك ولا تضجر من استهزائهم وسخريتهم. أَو فاصبر ولا تستعجل عذابهم الذي سأَلته لهم؛ فإِنه كائن ونازل بهم لا محالة، والصبر الجميل: هو ما لا شكوى فيه لغير الله، وقال بعضهم: إِنه يكون معه صاحب المصيبة في القوم بحيث لا يدري من هو.

6، 7 - {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}:

أَي: أَن الكفار يرون العذاب الواقع بهم، أَو يرون يوم الحساب بعيدًا عن الإِمكان ويعتقدون أَن وقوعه محال، أَو أَنه لا يقع أَصلًا وإِن كان ممكنًا في ذاته، ونحن بإِحاطتنا وعلمنا نراه قريبًا هيِّنًا في قدرتنا غير بعيد علينا ولا متعذر.

9،8 - {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)}:

أَي يقع هذا العذاب على هؤلاءِ المجرمين يوم تكون فيه السماءِ - بعد تشققها وتداعيها - قد تغير لونها من الخضرة إِلى الحمرة.

والمهل: هو عكر الزيت في أَسفل إِنائه، أَو هو ما يذاب من المعادن.

والمراد يوم تكون السماء واهية وتصير الجبال متناثرة متطايرة في الجو تشبه الصوف المنفوش، وعن الحسن: تسير الجبال مع الرياح ثم تنهدّ ثم تصير كالعهن ثم تنسف فتصير هباء.

وقال صاحب الكشاف: المراد بالعهن المنفوش: هو الصوف المصبوغ أَلوانًا؛ لأَن الجبال جدد بيض وحمر مختلف أَلوانها وغرابيب سود، فإِذا بُسَّت وطيرت في الجو أَشبهت العهن المنفوش إِذا طيرته الريح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015