6 - تجيءُ الآيات بعد ذلك معلنة أَن الله قادر على أَن يهلك الكافرين المكذبين ويستبدل بهم قومًا أَفضل منهم؛ لأَنه - سبحانه - لا يفوته شيءُ ولا يعجزه أَمر أَراده.
وفي ختام السورة يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أَن يترك هؤلاءِ الكفرة المكذبين ولا يلقي بالا إِلى ما يخوضون فيه من الباطل واللَّهو حتى يصيروا إِلى يوم الحساب الذي يخرجون فيه من قبورهم مسرعين وقد خضعت وذلت أَبصارهم واتجهت إلي الأَرض فلا يرفعونها خجلًا وخزيًا فضلًا عمَّا يغشاهم ويجللهم من الذل والمهانة، وهذا هو اليوم الذي هُدِّدوا به في الدنيا ولكنهم كانوا يسخرون به ويكذبون، وفي هذا اليوم يشاهدون جزاء عملهم وعاقبة تكذيبهم: (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ).
(بسم الله الرحمن الرحيم)
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}
المفردات:
(سَأَلَ سَائِلٌ): طلب ودعا داعٍ.
(وَاقِعٍ): نازل وحاصل.
(دَافِعٌ): مانع يردّه.
(الْمَعَارِجِ): جمع معرج، وهو المصعد، أَي: صاحب المصاعد والدرجات التي تصعد فيها الملائكة من سماءٍ، وقيل غير ذلك.
(وَالرُّوحُ): هو جبريل - عليه السلام -.