كما أَن النجوم والجبال ليست سبعًا، لا في نفسها ولا في المجرات التي تتبعها، فهي ملايين الملايين التي لا يحصيها إِلاَّ الله - تعالى -، كما أَن عدد المجرات وعدد طبقاتها لا يحصيه إِلاَّ الله - تعالى - وليست سبعًا.

وهذه الآية من أَعظم الآيات على تعاليه - سبحانه - فوق كل شيء.

والمراد من التفاوت في قوله - سبحانه -: (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) (?) المراد منه الاختلاف وعدم التناسب، وفسره السُّدِّي بالعيب، وإِليه يرجع قول من قال: أَي: من تَفَاوُتٍ يورث نقصًا، والفطور هي الشقوق، جمع فَطْرٍ بمعنى شقٍّ يقال: فطره فانفطر أَي: شقه فانشق، والمراد نفي الجلل والعيب في خلقها، والخطاب في الآية لكل من يصلح له من المكلفين.

والمعنى الإِجمالي للآية: الذي خلق سبع سموات بعضها فوق بعض طباقًا، ما ترى فيها أَيها الناظر من عيب أَو اختلاف في درجات الإِتقان والإِبداع، فإِن كنت في شك من ذلك فردِّدْ طرفك في نواحيها وقلبه في أَرجائها فانظر هل ترى في خلق الرحمن من عيوب؟

والتعبير بلفظ (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) بدلًا من أَن يقال: مَا تَرَى فيِ خَلْقِ القادر، للإِيذان بأَنه - تعالى - خلقها بقدرته رحمة بعباده.

4 - {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}:

أَي: ثم ردِّد البصر وقلبه في أَرجاءِ السماءِ، يرجع إِليك بصرك بعدهما بالصغار وعدم إِصابة الغرض من رؤْية خلل أو عيب فيها، كأَنما طردته السماءُ عن أَن يعود إِلى البحث عن عيب فيها، من خسأَ الكلب أَي: طرده.

وفسر بعض اللغويين لفظ (خَاسِئًا) بـ "متحيرًا".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015