(فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا): أَي: فقد مالت قلوبكما عن الحق، يقال صغت الشمس مالت للغروب:
(وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ): أَي: وإِن تتعاونا بما يسوؤُه من الإِفراط في الغيره، والوقيعة بينه وبين نسائه بإِفشاء سره.
(بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ): أَي: فوج مظاهر له كأَنهم يد واحدة على من يعاديه.
(قَانِتَاتٍ): مُطِيعات من القنوت وهو لزوم الطاعة مع الخضوع.
(سَائِحَاتٍ): أَي: صائمات، وسمي الصائم سائحًا؛ لأَنه يسبح في النهار بلا زاد أَو مهاجرات.
التفسير
1 - {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)}:
روي في سبب النزول أَن النبي صلى الله عليه وسلم خلا بمارية في يوم عائشة، وعلمت بذلك حفصة، فقال لها اكتمي عَلَيّ فقد حرمت مارية على نفسي، وأُبشرك أَن أَبا بكر وعمر يملكان من بعدي أَمر أُمتي، فأخبرت بذلك عائشة وكانتا متصادقتين. كما في رواية الكشاف وقيل: خلا بها في يوم حفصة وكانت قد استأذنته صلى الله عليه وسلم في زيادة أَبويها فأَذن لها فلما علمت قالت: في بيتي وعلى فراشي فأَرضاها بما حدثها به من تحريم مارية على نفسه وبما بشرها به من إِمامة الشيخين أَبي بكر وعمر واستكتمها ذلك فلم تكتمه فطلقها واعتزل نساءَه فنزل جبريل - عليه السلام - فقال: راجعها فإِنها صوامة قوامة وإِنها لمن نسائك في الجنة.
وقال النووي في شرح مسلم: الصحيح أَن الآية نزلت في قصة العسل لا في قصة مارية المروية في غير الصحيحين ولم تأت في طريق صحيح، وشرب العسل كان عند زينب بنت جحش فقد روي أَنه صلى الله عليه وسلم كان يمكث عندها ويشرب عسلا فتواصت عائشة وحفصة لما وقع في نفسهما من الغيرة من ضرتهما أَن أَيَّتهما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل له: إِني أَجد منك