الجوع الشديد عطشًا فيشربون ماء يظنون أنه يزيل العطش ويذهب الظمأ فيجدونه شديد الحرارة.

{فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} (?):

أي: فشاربون بكثرة كشرب الإبل العطاش أو المريضة التي لا تروى بشرب الماء فلا يكون شربكم شربًا معتادًا بل يكون مثل شرب الهيم.

قال الزمخشرى: والمعنى أنه يسلط عليهم من الجوع ما يفطرهم إلى أكل الزقوم فإذا أكلوا وملأوا منه البطون سلط عليهم من العطش ما يضطرهم إلى شرب الحميم الذي يقطع أمعاءهم فيشربونه شرب الهيم.

وقيل {الْهِيمِ}: الرِّمال التي لا تروى من الماء لتخلخلها، ومفرده هَيَام بفتح الهاء.

56 - {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ}:

أي: هذا الذي ذكر من ألوان العذاب الذي تقشعر منه النُّفوس وتذوب من هوله لفائف القلوب هذا الذي ذكر نزلهم يوم الدين أي: يوم الجزاء وهو يوم القيامة، فإذا كان ذلك نزلهم وهو ما يقدَّم للنازل مما حضر فما ظنك بما ينالهم بعد دخولهم النار، وفي جعله ألوان العذاب وأنواعه السابقة نزلًا أي: مما يكرم به النازل فيه من التهكم ما لا يخفى، ونظير ذلك قول الشاعر:

وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا .... جعلنا القنا والمرهفات له نُزُلا

قال ابن كثير في قوله - تعالى -: {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} أي: هذا الذي وصفنا - يقصد من ألوان العذاب السابق ذكره في الآيات السابقة - هو ضيافتهم المعدة الدائمة عند ربهم يوم حسابهم كما قال - تعالى - في حق المؤمنين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015