المفردات:
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي: خاف قيام ربه وهيمنته عليه، فمقام: مصدر ميمى مضاف إلى الفاعل، فالقيام هنا مثله في المعنى قوله - تعالى: - {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} (?) وللكلام بقية في شرحها.
{جَنَّتَانِ}: بستانان.
{أَفْنَانٍ}: جمع فَنٍّ بمعنى: نوع، أو جمع فَنَن وهو ما دقَّ ولان من الأغصان.
{زَوْجَانِ}: صِنفان، وسيأتى بيان ذلك في موضعه من الشرح.
{مُتَّكِئِينَ}: الاتكاءُ الاعتماد والتحمل، والتُّكَأَةُ العصا وما يتكأُ عليه، ومنه بمعنى الجلوس قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا لا آكل متكئا" (?) أي: جالسًا على هيئة المتمكن المتربع المستدعية لكثرة الأكل، بل كان قعوده مستوفزًا (?).
{إِسْتَبْرَقٍ}: ديباج ثخين، والديباج الحرير المنقوش، وهو فارسيٌّ مُعَرّب.
{وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ} أي: ما يجنى ويؤخذ من ثمار أشجارها.
التفسير
46 - 49 - {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}:
ذكر الله فيما مضى من الآيات أحوال أهل النار، وجاءت هذه الآيات وما بعدها لتبين الآلاء والنعم التي أعدها الله لعباده المؤمنين الأبرار، وهم الذين خافوا مقام ربهم يوم الحساب.
وهذه الآيات نزلت في أبي بكر - رضي الله عنه - روى عن ابن الزبير وابن شوذب وابن أبي حاتم عن عطاء، أنه - رضي الله عنه - ذكر ذات يوم وفكر في القيامة والموازين والجنة والنار، وصفوف الملائكة وطى السموات ونسف الجبال وتكوير الشمس وانتثار