{دُونَ ذَلِكَ}: سوى ذلك.
{لِحُكْمِ رَبِّكَ}: لقضاء ربِّك فيما حملك من رسالته.
{بِأَعْيُنِنَا}: في حفظنا وحراستنا.
{إِدْبَارَ النُّجُومِ}: غيبها وذهاب ضوئها بطلوع الفجر الثاني.
التفسير
44 - {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ}:
أي: وإن يروا بأعينهم ويظهر لهم قطعة عظيمة من السماء تسقط عليهم لتهلكهم وتقضي عليهم لقالوا - من فرط طغيانهم وشدة عنادهم -: هذا سحاب متراكم بعضه فوق بعض يحفل بالمطر ويمتلىءُ بالغيث يسقينا ويروينا، ولم يصدقوا أنه كِسْف وقطعة تنزل لعذابهم، وهم بقولهم هذا يتبعون طريق وسنن من كان قبلهم في صلفهم وكبرهم كعاد قوم هود عند ما رأوا سحابًا استقبل أوديتهم فرحوا به واستبشروا وقالوا: هذا يأتينا بالمطر، وقد حكي القرآن الكريم عن رسولهم هود - عليه السلام - أنه قال لهم:
{بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} (?).
45 - {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ}:
أي: اتركهم - يا محمَّد - غير مكترث بهم ولا ملقيًا لهم بالًا حتى ذلك اليوم الذي فيه يلقون حتفهم وهلاكهم. وهو يوم غزوة بدر حيث ينصرك الله نصرًا مبينًا مؤزرًا تطمئن به قلوبكم، ويقهر به عدوكم، ويُلقي الله به الرعب في قلوب من تحدثه نفسه أن ينازلكم أو يتعرض لملاقاتكم.