(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51))
المفردات:
(بِأَيْدٍ): بقوة.
(وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ): لقادرون، من الوُسْع: بمعنى الطاقة والقدرة.
(وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا): والأرض مهّدناها وبسطناها كالفراش للاستقرار عليها.
(زَوْجَيْنِ): صِنْفَين مزدوجين ونوعين مختلفين.
(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ): فالجأوا إليه وسارعوا إلى طاعته.
التفسير
47، 48 - (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48)):
يقول الله - تعالى - منبها على خلق العالم العلوي والسفلى؛ ليفكر الناس في بديع صنعه وعظيم خلقه فيعبدوه ولا يشركوا به شيئًا - يقول -: والسماء أحكمنا خلقها وجعلناها سقفًا محفوظًا بقوة عظيمة، وإنا لقادرون على أكثر من هذا، فقد وسعت قدرتنا كل شيء فضلا عن السماء، أي: قد وسعنا أرجاءها ورفعناها بغير عمد.
والآية الكريمة تشير إلى أَن التوسعة مستمرة على الزمن، وهو ما أثبته العلم الحديث، وعرف بنظرية التَّمدد التي أصبحت حقيقة علمية في أوائل هذا القرن، أشار إليها القرآن الذي