فإنه لو قاتل الذين كذب عليهم الوليد بن عقبة، لكان خطأً كبيرًا، ولأصاب العنت، والإثم الوليد بن عقبة الذي أراد قتالهم ولأصاب من كان على رأيه منكم.
ثم خاطبهم الله مشيرًا إلى أنهم - مع خطئهم في المشورة في كثير من الأمور - مقيمون على الحق فقال: (وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ في قُلُوبِكُمْ) أي: ولكن الله حبب إليكم الإيمان بالله ورسوله وحسَّنه في قلوبكم حتى اخترتموه (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) فرفضتموها (أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) أولئك الموصوفون بهذه الصفات هم المستقيمون على طريق الحق مع تصلب فيه.
والرشد مأخوذ من الرشادة، وهي الصخرة، كما تقدم في المفردات.
8 - (فَضْلًا مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ):
أي: فعل الله ذلك بكم فضلا وإنعامًا منه، والله عليم بما يصلحكم، حكيم في تدبير أموركم.
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10))
المفردات:
(طَائِفَتَانِ): جماعتان.
(فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا): فإن تعدت وظلمت.