فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأمّا أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأنا الولد فإذا سبق ماءُ الرجل نزعه وإذا سبق ماء المرأة نزعته، فقال عبد الله: أشهد أنك رسول الله حقًّا، ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قومٌ بهت، وإذ علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني (?) عندك، فجاءت اليهود فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي رجل عبد الله فيكم؟ فقالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أرأيتم إن أسلم عبد الله؟ فقالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لاَ إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فقالوا: شرنا وابن شرنا، وانتقصوه، قال: هذا ما كنت أخاف يا رسول الله وأحذر).

وعلى هذا فالشاهد هو عبد الله بن سلام.

والمعنى: قل - يا محمد لهؤلاء اليهود -: أخبروني إن اجتمع كون القرآن من عند الله مع كفركم به، واجتمعت شهادة أعلم بني إسرائيل على نزول مثله ومسارعته ومبادرته إلى الإيمان به مع استكباركم عليه، وعن الإيمان بالذي جاء به، ألستم أضل الناس وأظلمهم؟ والمراد من قوله - تعالى -: {على مثله} هو التوراة؛ فإن كلاًّ منهما مُنزل من عند الله، أو على مثل القرآن الكريم في المعنى، وهو ما في التوراة من المعاني المطابقة لمعاني القرآن من التوحيد والوعد والوعيد، ويدل على ذلك قوله - تعالى -: {وإنه لفي زبر الأولين} (?)، وقوله: {إن هذا لفي الصحف الأولى} (?)، وقيل: {مثل} في قوله تعالى: {على مثله} كناية عن القرآن نفسه مبالغة، ويكون المعنى: وشهد شاهد على القرآن بأنه من عند الله، وقيل: الشاهد موسى - عليه السلام - وشهادته بما في التوراة من بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبه قال الشعبي.

{والله لا يهدي القوم الظالمين} أي: والله - تعالى - لا يأخذ بيد الظالم فيرشده ويهديه إلى سواء السبيل؛ فأنتم بظلمكم أنفسكم واستعلائكم على الإذعان للحق لا يهديكم الله، وستمكثون في الحيرة والضلال ومأواكم النار وبئس المصير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015