{مِنْ وَرَائِهِمْ} الوراء: اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف وقدام.
{الرِّجْزُ}: أشد العذاب - ويطلق أَيضًا على القَذر كالرجس.
التفسير
60 - {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}:
هذه الآيات وعيد لمن لم يصدق الآيات السابقة فلا يؤمن بالله وملائكته واليوم الآخر، وبكل ما تجىء به والنبوات من الشرائع.
والمعنى: تلك الآيات من القرآن أَو السورة أَو ما ذكر من السموات والأَرض وما فيهما الناطقة بالبراهين على وجود الله ووحدانيته، وكمال قدرته نقرؤها عليك ونتلوها مقرونة بالصدق، لتبلِّغها وتقرأها عليهم، فلا ينبغي أَن يكون منهم إلاَّ تصديقها والإيمان بها، فإنه ليس وراءها غاية، ولا بعدها بيان، وإذا لم يؤمنوا بها فبأَى حديث بعد حديث الله وآياته المفصلات يؤْمنون ويصدقون، فإنه لا أَبين من هذا البيان، ولا آيات أَوضح من هذه الآيات في صدق الدلالة ونصوع البرهان.
فالمقصود بالحديث القصص القرآنى الذي يستخرج منه عبر تميز الحق من الباطل، والصحيح من الفاسد، عن إلالهيات وأَحوال الآخرة.
7، 8 - {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}:
أَيْ: هلاك وعذاب لكل مبالغ الكذب دائم عليه، كثير الإثم ملازم للمعصية.
وقوله - تعالى -: {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ} بيان لحال الأَفاك المستحق للويل، أو صفة له، أَي: يسمع هذا الأَفاك الأَثيم آيات الله من القرآن الكريم تتلى عليه وتقرأ ثم لا يلبث بعد سماعها أَن يغلبه جهله ويشده عناده وكفره فيعرض عنها ويصرّ على إنكارها، ويقيم على هذا الكفر ويلازمه مستكبرا عن الإيمان بما سمعه متعظَّما في نفسه عن الانقياد للحق مثل غير السامع أَصلًا.