من أُمور الدنيا فليس بيانه من وظائف الأنبياء - عليه السلام - كما يشير إلى ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في قضية تأبير النخل: "أنتم أعلمُ بأمور دنياكم".
{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} أي: فاتقوا الله من مخالفتى وافعلوا ما يقيكم من عذابى وأطيعون فما أبلغكم عن الله - تعالى - وفيما أدعوكم إليه من التوحيد وغيره.
وحاصل المعنى: أن عيسى - عليه السلام - ليس معبودًا كما زعم المجادلون؛ لأنه لما جاءهم بالآيات الواضحة والمعجزات البينة قال: قد جئتكم بالإنجيل لأدعوكم الي عبادة الله وحده لا شريك له وإلى امتثال أوامره، واجتناب نواهيه. ولأُبين لكم ما اختلفتم فيه من الأمور الدينية، فاتقوا الله واحذروا من مخالفته وأطيعوه فيما دعاكم إليه من التوحيد وغيره مما تستقيم به أموركم.
64 - {إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}:
بيان لما أمرهم بالطاعة فيه وهو اعتقاد أنه - سبحانه - لا شريك له، والتعريف بالشرائع التي جاء بها الأنبياء - عليهم السلام - وهذا المأمور به طريق إلى الله لا عوج فيه ولا يضل سالكه ولا يشقى.
{فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66)}
المفردات:
{فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} أي: تفرقوا. والأحزاب جمع حزب، وهي الفِرقةُ المتحزبة.