44،43 - {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}:
خطاب للنبى - صلى الله عليه وسلم - ولأُمته تبعًا له، لأَنه إِمامهم، وفيه تسلية له - صلى الله عليه وسلم - على ما يرى من عناد قومه، وتقوية لما هو عليه من الاستمساك بوحى ربه.
والمعنى: إذا كان أحد هذين الأَمرين واقعًا بقريش المعاندين لك، فدم على الاستمساك بالقرآن الذى أوحى إليك من ربك، لأنك على صراط مستقيم يوصلك إلى مرضاة الله تبارك وتعالى، ولا تهتم بمعارضتهم، واستمر على دعوتهم.
وإن القرآن لشرف لك ولقومك وللعرب جميعًا، فقد نزل بلغتهم على نبى منهم، وكل من آمن من الشعوب غير العربية تعلموا لغة العرب لكى يفهموا لغة القرآن والمرادَ منه أَمرًا ونهيًا، وجميع ما فيه من الأنباءِ، فشرفوا بذلك.
وكما أنه شرف للعرب فهو شرف لكل من آمن به، فإِنه دستور الحق الإِلهى، أَخرج الطبرى عن ابن عباس قال: أَقبل النبى - صلى الله عليه وسلم - من سرية أَو غزاة، فدعا فاطمة فقال:
"يا فاطمة اشترى نفسك من الله، فإني لا أُغنى عنك من الله شيئًا" وقال مثل ذلك لنسوته، وقال مثل ذلك لعترته، ثم قال نبى الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بنو هاشم بأَولى الناس بأُمتى، إِن أَولى الناس بأُمتى المتقون، ولا قريش بأَولى الناس بأُمتى، إن أَولى الناس بأُمتى المتقون، ولا الأنصار بأَولى الناس بأُمتى، إن أَولى الناس بأُمتى المتقون، ولا الموالى بأَولى الناس بأُمتى، إن أولى الناس بأُمتى المتقون، إنما أَنتم من رجل وامرأة (?) وأَنتم كجِمام (?) الصاع، ليس لأَحد فضل على أَحد إلَّا بالتقوى".
وأَخرج الطبري أَيضًا عن أَبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لينتهينَّ أَقوام يفتخرون بفحم من فحم جهنم، أَو يكونون شرًّا عند الله من الجعْلان (?) التى تدفع النتن