المفردات:
(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ) أي: وما خالفكم الكفار والمشركون في الدين أو ما حدث بينكم فيه خلاف.
(إِلَيْهِ أُنِيبُ): أرجع في كل ما يعن لي من معضلات الأُمور.
(فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ): خالقها ومبدعها على غير مثال، يقال: فطره من - باب نصر - ابتدأَه واخترعه.
(يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ): يكثركم بسبب هذا التزاوج بين الذكور والإناث، يقال: ذرأ الشيءَ كثَّره وفرقه.
(لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أَي: له مفاتيح خزائنهما، ومن يملك المفاتيح يملك الخزائن، والمقاليد: جمع مِقلاد أَو مقليد.
(وَيَقْدِرُ) أَي: يضيق ويقتر على من يشاء.
التفسير
10 - (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ):
حكاية لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمؤمنين، أي: ما خالفكم فيه الكفار من أهل الكتاب، والمشركون في شيءٍ من أمور الدين فاختلفتم أنتم وهم فيه كاتخاذ الله وحده وليًّا. فقولوا لهم: حكم ذلك المختلف فيه مفوض إلى الله لا إليكم، قد حكم بأن الدين هو الإِسلام لا غيره، وأمور الشرائع إنما تتلقى من بيان الله - سبحانه - الذي تكفل بإثابة المحقين من المؤمنين ومعاقبة المبطلين (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي) الإشارة إليه - تعالى - من حيث اتصافه بما تقدم من الصفات على ما قال الطيبى: من كونه - تعالى - يحيى الموتى، وكونه على كل شيء قدير, وكونه - عَزَّ وَجَلَّ - ما اختلفوا فيه فحكمه إليه (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) أَي: عليه لا على غيره توكلت في كل أُمورى، وإليه أرجع في كل ما يعن لي من معضلات الأُمور لا إلى أحد سواه.
وقيل: المعنى: وما اختلفتم وتنازعتم في شيء من الخصومات فتحاكموا فيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تؤثروا على حكومته حكومة غيره، وقيل: وما اختلفتم فيه من تأويل آية واشتبه عليكم فارجعوا في بيانه إلى المحكم من كتاب الله، والظاهر من سنة