وتضلل آبائنا؟ فإن كنت إنما بك الرياسة عقدنا أَلويتنَا لك، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغنى به أنت وعقبك من بعدك، وإِن كان بك الباءة (?) زوجناك عشر نسوة تختارهُنَّ من أَي بنات قريش، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساكت لا يتكلم فلما فرغ قال - صلى الله عليه وسلم - بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} فقرأ حتى بلغ {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} فأمسك عقبة على فيه - صلى الله عليه وسلم - فأنشده الرحم أَن يكف عنه، ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش، فلما احتبس عنهم قال أبو جهل: يا معشر قريش، ما أرى عتبة إلا قد صبأ إلى محمد وأعجبه طعامه، وما ذلك إلا من حاجة أَصابته، انتقلوا بنا إليه، فأَتوه فقال أبو جهل: ما حسبنا إلا أَنك صبوت إلى محمَّد وأَعجبك أَمره، فإن كنت في حاجة جمعنا لك ما يغنيك عن محمد، فغضب وأَقسم بالله - تعالى - لا يكلم محمدا أَبدا وقال: لقد علمتم أني أكثر قريش مالًا، ولكنى أتيتيه وقص عليهم القصة: فأصابنى بشىء والله ما هو بسحر ولا بشعر ولا كهانة قرأ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} حتى {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} فأمسكت بفيه وناشدته الرحم فكف، وقد علمتم أَن محمدا إذا قال شيئًا لم يكذب فخفت أَن ينزل بكم العذاب.
{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16)}