مشركين بسبب عبادتنا لها، وهكذا وحدوا الله - عز وجل - وأفردوه بالعبادة وكفروا بالطاغوت ولكن حيث لا تُقَال العثرات ولا تنفع المعذرة.
85 - {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}:
أَي: فلم يصح ولم يستقم أن ينفعهم إيمانهم عند رؤية عذابنا الشديد، وخسر الكافرون وهلكوا وقت وقوع العذاب، والحكمة الإلهية قضت ألاَّ يقبل ذلك الإيمان؛ لأن الله سن سنة قد سبقت في عباده، ألا يقبل الإيمان حين نزول العذاب، ومثل هذا ما حدث لفرعون، فلقد حكى القرآن عنه أنه قال - حين أدركه الغرق -: {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (?) فرد الله عليه فقال: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} (?) ولم يقبل الله من فرعون هذا الإيمان الذي اضطر إليه حين أَدركه الغرق، وتلك التوبة التي كانت حين حضره الموت, ومات كافرا مهانا، وأمضى الله فيه سنته، ولن تجد لسنة الله تبديلا.