34 - {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ}:

أي: إنا مثل ذلك الفعل الدال على الحكمة التشريعية نفعل بأولئك المتناهين في الإجرام وهم المشركون في عهد الإِسلام كما يشير إليه التعليل بقوله - تعالى -:

35 - {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله يَسْتَكْبِرُون}:

أي: إنا مثلَ ذلك العذاب نفعل بالمشركين المتخاصمين من أُمتك يا محمَّد؛ لأَنهم كانوا إذا قيل لهم: لا إله إلا الله - بطريق الدعوة والتلقين - يستكبرون عن القبول، ومن ذلك ما روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال لأَبي طالب - عند موته - واجتماع قريش حوله: قولوا: لا إله إلا الله تملكوا بها العرب، وتدين لكم العجم، أبَوا وأنِفُوا من ذلك. وقال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنزل الله في كتابه. فذكر قوما استكبروا. فقال: إنهم كانوا إذا قيل لهم: لا إله إلا الله يستكبرون. وقد استكبر عنها المشركون يوم الحديبية، يوم كاتبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قضية المدة، ذكر هذا الخبر البيهقي. والذي قبله القشيرى (?).

{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (40)}

المفردات:

{لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}: يعنون محمدا - صلى الله عليه وسلم - وقد كذبوا، فما هو بشاعر ولا مجنون.

{بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ}: جاءَ بالتوحيد.

{إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ}: الذين أخلصهم الله لطاعته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015