قال الشاعر:
من عاش أخلقت الأَيام جِدَّتَهُ ... وخانه ثقتاه السمع والبصر
وعن سفيان أن التنكيس يبدأُ من سن الثمانين، والحق أنه يختلف باختلاف تكوين كل إنسان، والعوارض التي تمر عليه حسب مشيئة الله - تعالى - وقد يكون للوراثة بعض التأثير في ذلك.
ومعنى الآية: ومن نطل عمره نَقْلِبْه في الخلق والصورة والقوة على عكس ما كان عليه في نشأَته، أيرون ذلك فلا يعقلون أن من قدر على تنكيس خلق الإنسان فهو قادر على طمس أعينهم ومسخهم في أماكنهم في هذه الدنيا، وأن الله - تعالى - لم يفعل ذلك لعدم تعلق مشيئته به.
{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70)}
المفردات:
{وَمَا يَنْبَغِي لَهُ}: ما يصح الشعر له ولا يصح منه.
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ}: ما القرآن إلا تذكير ووعظ وإرشاد.
{وَقُرْآنٌ مُبِينٌ}: وكتاب مقروء واضح يُقْرأ للاعتبار.
{وَيَحِقَّ الْقَوْلُ}: ويثبت القول بالعذاب ويجب على الكافرين.
التفسير
69 - {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ}:
لما جاءَهم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن زعموا أن محمد شاعر، وأَن القرآن الذي أَيده لله به شعر، فأنزل الله هذه الآية لإبطال ما زعموه من الأَمرين، فإن نفي تعليم الشعر لمحمد يستتبع نفي أن القرآن شعر, وأَن الذي جاء به شاعر.