امرأَة؟ فقال: هو رجل من العرب ولد عشرة: تيامن (?) منهم ستة وتشاءَم (?) منهم أَربعة، فأَما الذين تيامنوا فالأَزد. وكندة وحمير ومذحج. والأَشعريون وأَنمار ومنهم بجيلة. وأَما الذين تشاءَموا: فعاملة، وغسان، ولخم، وجذام.
والمعنى: لقد كان لشعب سبأَ في مساكنهم التي يسكنونها وقصورهم. ووديانهم التي يعيشون فيها ويعمرونها آية واضحة وعلامة دالة بملاحظة سوابقها ولواحقها على وجود الصانع المختار، والحكيم القادر على ما يشاءُ، هذه الآية هي جماعتان من البساتين جماعة عن يمين بلدهم وجماعة عن شماله. وكل بستان من هاتين الجماعتين يجمع أَلوانًا شتى من الأَشجار والثمار، وهذه البساتين ترى في تقاربها وتضامها كأَنها جماعة واحدة. والمقصود أَن مساكنهم من العظمة، والترف والنعيم بحيث تحفها الأَشجار وتحيط بها الثمار من جميع الأنواع والأَشكال عن يمين وشمال، وهم ينعمون بها، وينطلقون في أَكل ثمارها الموفورة، روي أَن المرأَة كانت تخرج وعلى رأسها المكتل وتسير بين الأَشجار فيمتليء المكتل مما يتساقط من الثمار فهذا قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ} أي: كأَنها تناديهم بلسان الحال، وتدعوهم للأَكل منها، والشكر عليها. وقيل: هو على تقدير القول أَي: قال لهم نبيهم، {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ}.
{بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}: استئناف يرشد إلى مقتضيات الشكر وموجبات الحمد أي: هذه البلدة التي فيها رزقكم بلدة طيبة بخيراتها الوفيرة وخصبها الجيد، وربكم الذي رزقكم هذه الأَرزاق الواسعة، وأَفاءَ عليكم بهذه النعم وطلب شكركم رب غَفُورٌ واسع المغفرة لفرطات من يشكره.
16 - {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}:
المعنى: فتولوا وأعرضوا عن شكر الله تعالى، وعن الإيمان به مع هذه الآيات الداعية إليه، وهذه النعم المستوجبة له.