بياض الثياب شديد سواد الشعر، ويقول عمر - رضي الله عنه -: ولا يعرفه منا أَحد، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإِسلام فأَجابه، ثم سأَله عن الإيمان فأَفاده، ثم عن الإحسان فأَخبره به، ثم عن الساعة فقال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أَمارتها. قال: أن تلد الأَمة ربتها، وأَن ترى الحفاة العراة رعاءَ الشَّاءِ يتطاولون في البنيان" إلى آخر الحديث (?). وفي هذا الأُسلوب القرآني البديع تهديد للمستهزئين، وتبكيت وتقريع للممتحنين المتعنتين.

وقد أَخفى - سبحانه - وقت الساعة لحث المؤْمنين ودفعهم إلى حسن الاستعداد للقاء الله بالعمل الصالح والإخلاص والإنابة له، وتقصير الأَمل في الدنيا، وعدم الاغترار بها، كما أَخفى - جل شأْنه - الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس ليحرص الناس على الحفاظ عليها جميعًا طلبا لها، وابتغاءَ الظفر بها، وأَخفى ساعة الإجابة يوم الجمعة، وليلة القدر في العشر الأَواخر من رمضان، وأَولياءَه في خلقه، واسمه الأَعظم من أَسمائه الحسنى، أخفى هذه الأَشياءَ ليواظب المؤْمن على أن يملأَ هذه الأَوقات بالذكر والعبادة والدعاءِ، ويرعى حرمة المسلمين جميعًا ويذكر الله بأَسمائه الحسنى؛ هذا وقد دأَبت طائفة البهائية على نشر ما يسمونه بسر العدد التاسع عشر ويتحايلون على إضفاءِ قدسية عليه وتبجيل له، ويدعون أن الحاسب الآلى يعطي تحديدا لزمن قيام الساعة، ويحاولون أَن يلووا ويطوعوا آيات القرآن الكريم لمعتقدهم الفاسد، ونحلتهم الباطلة، ولكن أَنى لهم ذلك، وعلماءُ الإسلام لهم بالمرصاد يتتبعونهم ويكشفون حيلهم وخداعهم، ويدحضون مزاعمهم ويظهرون زيف قولهم وباطل دعوتهم والله من ورائهم محيط.

64، 65 - {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}:

بعد أن بين - سبحانه - أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن وقتها مرجو ومأْمول المجىءِ عن قريب، أخبر وأَكد أنه - تعالى - طرد الكافرين من رحمته وأبعدهم عن رضوانه، وقطع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015