التفسير
17، 18 - {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ. وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ}:
بين الله - سبحانه - في الآيتين السابقتين حال ومآل فريقي المؤمنين الصالحين والكافرين المكذبين من الثواب والعقاب، وجاء بهذه الآية ليرشد عباده إلى ما ينجى من الثاني ويُفضي إلى الأول، من تنزيهه - تعالى - عما لا يليق بجنابه، وحمده والثناء عليه بما هو أهله من الصفات الجليلة، وقد اقترنت بالفاء من قوله: {فَسُبْحَانَ} للإيذان بترتيب ما بعدها على ما قبلها في المعنى، فكأنَّهُ قيل: إذا عرفتم حال الفريقين ومآلهما فسبحوا الله حين تمسون ... إلخ، وسبحان: مصدر، ناب عن فعل الأمر، وهو محذوف وجوبًا إن كان منصوبًا بتقديره، لأنه ناب عنه فلا يجتمعان.
والمقصود من التسبيح هنا: الصلاة عند ابن عباس، فقد قال: الصلوات الخمس في القرآن. قيل له: أين؟ فقال: قال الله - تعالى -: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صلاة المغرب والعشاء {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} صلاة الفجر {وَعَشِيًّا} العصر (?) {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} الظهر وبهذا قال الضحاك وابن جبير، والأكثرون على أن الصلاة فرضت بمكة، وهذا يوافق كون السورة كلها مكية على الصحيح.
وإطلاق التسبيح على الصلاة إما لوجوده في ركوعها وسجودها، وإما لأنها مشعرة بتنزيهه - تعالى - عن الشريك (?).
ومن العلماء من حمل التسبيح في الآية على التسبيح في الصلاة لا على الصلاة نفسها، قال علي بن سليمان: حقيقته عندي: فسبحوا الله في الصلوات.