{وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي: ويقول الله - عَزَّ وَجَلَّ - أو يقول بعض ملائكته بأمره - سبحانه -: اشربوا وتجرعوا جزاء ما كنتم تعملون في الدنيا من السيئات في يوم الحساب، وما كنتم تتعجلونه وتنكرونه من أهوال العذاب.
{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)}
المفردات:
{فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}: فلا تعبدوا سواي.
{ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}: مُحِسَّةٌ بنزوله.
التفسير.
56 - {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ... } الآية.
روى عن مقاتل والكلبي أن الآية نزلت في المستضعفين من المؤمنين بمكة، أُمروا بالهجرة عنها، وعلى هذا أكثر المفسرين.
وعمم بعضهم الحكم في كل من لم يتمكن من إقامة أُمور الدين في أرضه كما ينبغي لممانعة من جهة الكفرة أو غيرهم، فقالوا: تلزمهم الهجرة إلى أرض يتمكنون فيها من ذلك. وقال مطرف بن الشخير: إن الآية عِدَة منه - تعالى - بسعة الرزق في جميع الأرض. والنداءُ في قوله - تعالى -: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا}: خطاب تشريف لبعض المؤمنين وتكريم للمستضعفين.
والمعنى: يا عبادي الذين أخلصوا الإيمان بي إذا لم تتيسر لكم العبادة كما ينبغي في بلد أنتم فيه فهاجروا إلى بلد تتوقعون أنكم فيه اسم قلبًا، وأصح دينًا، وأكثر عبادة