والمعنى الإجمالي: طسم: هذه الآيات التي جاءت بسورة القصص آيات القرآن المكتوب في اللوح المحفوظ الواضح الدلالة على الحق، المبين للحلال, والحرام وقصص الأنبياء, ونبوة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأحوال البعث والحشر والنشور والحساب والجزاء.

3 - {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}:

نقص عليك - أيها الرسول - بعض أخبار موسى وفرعون وقوميهما قصصا متصفا بالحق لقوم يصدقون به حالًا واستقبالًا، لينتفعوا بما جاء فيها ويتعظوا بمواعظها.

ففي قصة موسى مع قومه يعلمون أن قرابة موسى مع قارون لم تنفعه مع كفره، وفي قصته مع فرعون يعرفون أن كبرياء فرعون وعلوه وبطشه لم تعصمه من نقمة الله القوى الجبار المتكبر.

4 - {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}:

فرعون: لقب قديم لكل ملك كان يحكم مصر من أهلها. علوه في الأرض: تجبره على أهلها: كما قاله ابن عباس، وقال قتادة: علا في نفسه عن عبادة ربه بكفره، وادعى الربوبية والمراد من الأرض: أرض مصر، والشِّيَعُ: جمع شيعة، وتطلق على كل قوم أمرهم واحد, يتبع بعضهم رأى بعض، وشيعة الرجل: أتباعه وأنصاره، والمراد من جعل فرعون أهل مصر شيعا: أنه جعلهم أصنافا يتبعونه في تحقيق غاياته ومآربه من الشر والفساد. أو من مختلف الأغراض والغايات من بناء وحرث وحفر وغير ذلك، أو أنه فرق بينهم وجعل بعضهم عدوًّا لبعض حتى يشتغلوا بأنفسهم، ويتم له بذلك السيادة عليهم، وفقًا للقول المعروف عن الجبارين: فرق تسد.

والمراد بالطائفة المستضعفة: بنو إسرائيل، فهم الذين كان يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم، والمراد من نسائهم: إناثهم - صغارًا كُنَّ أم كبارا - وسبب ذلك على ما قيل، أنه كان يعتمد في أمور المستقبل على رأى الكهنة والمنجمين، فقال له قائل منهم: إن هلاكه سيكون على يد ذكر من بني إسرائيل، أو أنه رأى رؤيا فعُبرَتْ له بذلك. قال الزجاج: العجب من حمقه: لم يدر أن الكاهن إن صدق فالقتل لا ينفع، وإن كذب فلا موجب للقتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015