كانت عاقبة ذلك أنا أهلكناهم جميعًا تابعين ومتبوعين، لم يشذ عن إهلاكهم أحد، ولم ينج فيهم تابع ولا متبوع.

والأمر في قوله تعالى: {فَانْظُرْ} لرسول الله، أو لكل من يتأتى منه النظر ليعتبر بالحال العجيب التي انتهت إليها عاقبة مكرهم وفسادهم وإفسادهم.

52 - {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}:

والمعنى: إذا أردت مزيدا من التصديق والاستيقان فتلك بيوتهم ومساكنهم أَمامك خالية من الأهل والسكان، متداعية متهالكة بسبب ظلمهم وإفسادهم، وسوء تدبيرهم {إِنَّ فِي ذَلِكَ} الذي حل بهم، وجرى عليهم من سخط وعذاب لعظة وعبرة لقوم أهلًا علم وفهم، أو يعلمون عاقبة الظلم والعصيان.

روى عن ابن عباس أنه قال: أجد في كتاب الله - تعالى - أن الظلم يخرب البيوت.

وتلا هذه الآية، وفي التوراة: "ابن آدم لا تظلم يخرب بيتك" وهذا مشاهد كثيرا في كل عصر، وحجة الله على الظالمين في كل جيل.

53 - {وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}: أي وأنجينا صالحا والذين صدقوه وكانوا يتقون المعاصي ويقيمون على الطاعات. - أنجيناهم - من العذاب الذي حل بالكافرين منهم.

روى أن الذين آمنوا بصالح كانوا أربعة آلاف، خرج بهم إلى "حضر موت" وحين دخلها مات فسميت بهذا الاسم، وبنى المؤمنون بها مدينة يقال لها: (حاضورا) والله أعلم بصحة ذلك.

{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)}

المفرادت:

{الْفَاحِشَةَ}: الفعلة الشنيعة المتناهية في القبح.

{تُبْصِرُونَ}: تعلمون عاقبة فعلها، أو يبصر بعضكم بعضا علانية أَثناءَ الفاحشة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015