سبيلًا إليه {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} (?): أَي جعلناها علامة يستدل بها وبأَحوالها في مسيرها على أَحوال الظل من كونه يحدث في مكان، ويزول من آخر، ويتسع ويتقلص كذلك، فيبنون حاجتهم إلى الظل واستغناءَهم عنه على حسب ذلك.

وقبضُه إِياه: أَنه ينسخه بضِحِّ الشمس (?) انظر الزمخشرى.

وقال قتادة والسُّدى: المعنى؛ جعلنا الشمس دليلًا عليه، تتلوه وتتبعه حتى تأْتى عليه كله.

46 - {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا}:

أَي: ثم أَخذنا ذلك الظل الممدود إلى حيث أَردنا، ومحوناه بمحض قدرتنا عند إِيقاع شعاع الشمس على موقعه، لا يشاركنا أَحد في إِزالته، كما لم يشاركنا أَحد في إِنشائه، فهو منَّا وإِلينا، وكان قبضه إِلينا يسيرًا علينا غير عسير؛ حيث قبضناه جزءًا جزءًا وفق موضع الأَرض من الشمس التي تأْتى عليه، وقال الضحاك: قبضًا سريعًا.

ويحتمل أَن يكون قبضه عند قيام الساعة بقرينة إِلينا، وذلك بقبض أسبابه وهي الأَجرام التي تُلقِى الظل، كما أن إِنشاءَه كان بإِنشاء أَسبابه، والتعبير بالماضى لتحققه، والإِتيان بثم في هذه الآية والتى سبقتها للتراخى الزمنى بين المعطوف والمعطوف عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015