ويمتاز به على عامتهم وقال هؤلاء الظالمون للمؤمنين: ما تتبعون إلا رجلا مسحورا مغلوبا على عقله وليس بنبى، فرد الله عليهم مستعظما لإفكهم، داعيًا للتعجب منه بقوله:
9 - {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا}:
أَي: انظر أيها الرسول كيف قالوا في حقك هذا الكلام المخالف للواقع، المنافي للصدق, حيث ضربوا لك الأمثال، واخترعوا لك تلك الصفات، فضلوا بها عن الحق والهدى، متحيرين فيما يصفونك به، فلا يستقرون في القدح في نبوتك على حال، ولا يستطيعون أن يجدوا طريقا للنيل منها بحال، فإن الحق يَقْهَرُ ولا يُقْهَرُ ويعلو ولا يُعلى.
10 - {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ (?) لَكَ قُصُورًا}:
أَي: تعالى الله الذي إن شاء التوسعة عليك في الدنيا، جعل لك خيرًا من ذلك الذي اقترحوه بساتين تجرى من تحتها الأنهار لا بستانا واحدا، ويجعل لك قصورا عديدة تتمتع بها، ولكنه ادخر لك الخير كله بجميع صوره في الآخرة بعد قيام الساعة التي كذبوا بها وقد حكى الله تكذيبهم وتوعدهم عليه في الآيات التالية: