الكريمة آيات موضحات لما تحتاجون إلى إِيضاحه من الحدود وسائر الأَحكام والآداب، وأَنزلنا إليكم مثلا من قبيل أَمثال الذين مضوا قبلكم، كقصة عائشة التي تماثل قصة مريم , وقصة يوسف - عليهما السلام - حيث أُسند إِليهما ما أُسند إلى عائشة - رضئ الله عنها -، وأَنزلنا إِليكم فيها ما يتعظ به المتقون، ويبتعدون عن المحرمات والمكروهات، فهم المنتفعون بأَنوارها وعظاتها.
وقيل: المراد بالآيات المبينات، والمثل، والموعظة: جميع ما في القرآن منها، والله الموفق للصواب وإِليه المرجع والمآب.
* {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)}
المفردات:
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: الله هادى أَهل السموات والأَرض، وللكلام بقية في الشرح. (كَمِشْكَاةٍ): المشكاة؛ موضع الفتيلة من القنديل، وهذا هو المعنى المشهور، ولهذا قال بعده: {فِيهَا مِصْبَاحٌ}: وهو الفتيلة التي تضىءُ، وسيأتي في الشرح مزيد بيان. {كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}: كوكب مضىءٌ متلأْلىءٌ كالزُّهَرة (?) في صفائه ولمعانه ...